تنتشر مكاتب خاصة تمارس الوساطة في أسواق رأس المال العالمي بشكل غير قانوني متخذة أسماء لشخصيات (بدون علمهم الشخصي) ، والمصيبة الأكبر أن 99% من هذه المكاتب تتعامل مع شركات ليس لها علاقة فعلية بالسوق العالمي (وهمية) تتكسب من خسارة المستثمرين المستغفلين (بما فيهم الأسماء التي تحميهم).
لتحديد معنى شركة وهمية، هي الشركة التي لا تتعامل مع غرفة مقاصة لإتمام العمليات التي تنفذها للمستثمرين، هذه الشركات تقوم باتخاذ نفسها الطرف المقابل لأي عملية متاجرة يقوم بها عملاؤها بمعنى أن العميل إذا خسر فهي تكسب نقوده وإذا ربح فإن العميل يكسب من نقودهم (تماما مثل بيوت المقامرة في لاس فيجاس) وهي تراهن على جهل المستثمر ليخسر نقوده بسرعة وببساطة، فتجد مثلا أن كل عملائهم يخسرون ولا يقومون بعمل أي شئ مقابل ذلك بل يسعون على تضليله أو إبقائه على جهله (تماما كبيوت المقامرة).
الأدهى من ذلك أن هذه الشركات بدون استثناء مسجلة Registered في منطقتين مشبوهتين في العالم، أحد هذه المناطق هي منطقة الباهاما في الجزء الغربي من العالم، والمنطقة الأخرى هي الجزر البريطانية العذراء الواقعة بجانب الصين، هذه المناطق لديها نظام يسمى الأوف شور Off Shore هذا النظام الذي استغلته شركات نصب واحتيال كثيرة حول العالم بسبب سهولته وضعف الرقابة فيه، تستغله هذه الشركات للقيام بعمليات نصبها علينا حيث تجد أن بعض هذه الشركات يعمل حتى بدون أي ترخيص License من بلده الأم ، وحتى التي تحمل الترخيص لا تعمل به في منطقة الخليج (بسبب عدم وجود رقابة من سلطات البلد الأم على البلدان الأخرى) بحيث تقوم بنفس عمل الشركات الوهمية حيث تتعامل بطريقة تسمى Book Trading بمعنى إجراء عمليات متاجرة المستثمرين على الورق فقط.
لك أن تتخيل أخي القارئ حجم المبالغ التي يفقدها المستثمرون في هذه المكاتب خلال مدد قصيرة جدا، فمثلا أحد العملاء خسر مبلغ أكثر من 200.000ريال خلال أسبوعين، وآخر خسر أكثر من نصف مليون ريال خلال شهر واحد فقط، كل هذا بسبب أنهم وقعوا ضحية لشركة وهمية استغفلتهم واستغلت جهلهم عن طريق تسويق هذا النشاط لهم بطريقة ماكرة.
ومن زيادة مكر هذه الشركات الوهمية فهي تستغفل الأسماء التي تحميها بإعطائهم الفتات مقارنة بحجم المبالغ التي يخسرها المستثمرون، فمن المضحك المبكي أن تشارك هذه الأسماء اللامعة والمعروفة في هذا النصب والاحتيال بدون أن تعلم وبدون حتى أن يكون لها نصيب من المبالغ الخرافية التي تحصل عليها هذه الشركات الوهمية مستغلة حماية هذه الأسماء والتي بدورها لا تعلم بأن اسمها في عالم التجارة أصبح مشبوها ومشوها بدون أن يكون لهم ذنب في العملية كلها.