اعترف الكاتب الكبير أنيس منصور بأن الرئيس الراحل أنور السادات كان يكلفه بمهام سرية كثيرة إلى إسرائيل حمل خلالها رسائل منه إلى قادتها.
وقال من خلال كتاب جديد بعنوان "رسائل أنيس منصور"، صدر مؤخرا للصحفي ابراهيم عبدالعزيز:"أنا صحفى رسمى، والرئيس كان له مشاكله مع وزارة الخارجية، ولذلك لم يكن يريد أن يدر أحد بتلك المهام، ويبعث بى "لا من شاف ولا من درى"، وهذا أسلوب من أساليب الدبلوماسية الشعبية لحل المشاكل سرا.. وهذا لصالح الدولة لأن الكشف عن تلك المهام يفسدها.. التليفونات مراقبة والفاكس يمكن اختراقه.. ولا يتبقى إلا أن يقوم الرئيس بإرسال مبعوث سرى يتكلم فى أذن المسئولين دون وساطات.
وأجاب ردا على سؤال لمؤلف الكتاب حول المهمة التى كلفه بها السادات وشعر أنها تحمل مشكلة عويصة وساهم هو شخصيا فى حلها، بقوله:"كثيرة هى تلك المهام، ولكننى لن أتحدث عنها إلا فى كتاب لى عن السادات".
وعن زيارته الأولى لإسرائيل بمصاحبة الرئيس السادات..يحكي أنيس أنه ذهب إلى حائط المبكى بصحبة المذيعة همت مصطفى - أشيع بعد وفاة السادات أنه كان متزوجا منها على زوجته جيهان - التى سألته عن معنى هذا الحائط فأخذ يشرح لها ثم قال: جاء رجل أمريكى إلى القدس ولأنه لا يعرف اسم حائط المبكى قال لسائق التاكسى أن يأخذه إلى المكان الذى يبكى عنده اليهود، فأخذه السائق إلى مصلحة الضرائب.
وفى يوم من الأيام عرض أنيس على الرئيس السادات "علبة هواء".. علبة تباع فى بازارات القدس مكتوب عليها "هذه العلبة بها هواء نقى من الأراضى المقدسة"!.. وضحك الرئيس السادات وقال: نحن إذن نتفاوض مع أناس يبيعون الهواء! فقال أنيس: لا تنس يا ريس أننا أيضا دهنا الهوا دوكو! فضحك الرئيس وذكر له أن أحد المطاعم على النيل فى روض الفرج كان صاحبه يطالب الزبائن الجالسين فى الهواء بأن يدفعوا أكثر من الجالسين داخل المطعم.. فهو أيضا يبيع الهواء للمصريين.
وعن الفارق بين علاقته بالسادات وعلاقة هيكل مع عبد الناصر يقول أنيس: "عبد الناصر عرف هيكل وهو صحفى، وأنا عرفت السادات وتكوينى غير صحفى فأنا رجل أديب ومفكر.. هيكل لعب دورا سياسيا وأنا اشتغلت بالفكر السياسى لكنى لم انخرط فى التنظيم السياسى.. وكما أن السادات مختلف عن عبد الناصر فأنا أيضا مختلف عن هيكل.
وأضاف "قربى من السادات ساعد على تبصيره بأمور كثيرة لم يكن يعرفها جيدا، مثل تاريخ الصهيونية والفكر السياسى اليهودى والديانة اليهودية.. وكل من كان يقابلهم الرئيس السادات كنت أقابلهم أنا أولا قبل أن يقابلوه، لأعرف أولا ما سوف يقولون له، ليكون على بينة ومعرفة بمن يقابل ولماذا يقابله.. كما أن الرئيس السادات كان يكلفني بمهام سياسية كثيرة لم يكن وزير الخارجية يعرف عنها شيئا سواء في مصر أو خارج مصر أو في إسرائيل".